مهنتي المحاسبة وأريد الحلال

سؤالي: إذا عمل الشخص في مجال المحاسبة في شركات لا يكون نشاطها الأساسي حرامًا، وإنما كما تعلم أن وظيفة المحاسب هو تسجيل جميع المصاريف والإيرادات، ومن ضمن هذه المصاريف فوائد البنوك على القروض الربوية، ومن ضمن الإيرادات فوائد الودائع البنكية، فهل وظيفة المحاسب بتسجيل تلك الفوائد يدخل في حديث لعنِ النبي صلى الله عليه وسلم كاتبه، أم هي تتعلق بكاتب العقد الربوي؟ علمًا أنني لا أتعامل بالربا وكثير من الشركات تتعامل به وأنا أنكر ذلك في قلبي.
أين أعمل في مجال المحاسبة إذا كان حرامًا؟ أفي بنوك إسلامية؟ فهي قليلة، وفي حالة عدم قبولي ماذا أعمل؟ أضيع دراسة أربع سنوات بالجامعة؟ أرشدوني إلى طريق الحلال أثابكم الله. عن ماذا أبحث؟
إذا عملت في شركات تدقيق الحسابات فإنه يمكن أن أدقق على شركات تتعامل بالحلال ويمكن أن أدقق أيضًا على بنوك وفنادق وشركات تتعامل بالربا، وأنت تعلم ما فيها من حرام. وإذا رفضت التدقيق يمكن أن أطرد من الوظيفة، فهل تعتبر مهنة تدقيق الحسابات حلالًا على النحو المذكور؟
علمًا أنه قد حصلت حديثًا على شهادة (CPA) وهي من أعلى شهادات المحاسبة من أمريكا.
اعتبروني كابنكم بماذا تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا ووضعها في ميزان حسناتكم يوم القيامة.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لا يخفى عمومُ البلوى فيما يتعلق بهذه المسألة، والأصل في هذا وأمثاله أن تتقي الله ما استطعت، فإن تيسر لك أن تعمل في مجال لا يُتعامل فيه بالربا ولا يلجئك إلى الاقتراب من العملية الربوية بأي وجه فلا تبغ بذلك بدلًا ولا تبغ عن ذلك حولًا، وإن لم يتيسر لك ذلك فتحَرَّ العمل في أقل هذه الأماكن تعرضًا للربا، مع مداومة الإنكار بالقلب، وتأكيد نية التحول عن هذا العمل عند أول القدرة على ذلك، ومداومة الدعاء بأن يجعل الله لك فرجًا ومخرجًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend