موسوس يسأل زوجته عن سبب حذفها له من حسابها الفيسبوكي

أنا أمتلك صفحةً على الفيس بوك، وزوجتي كذلك، وكان يظهر في صفحة زوجتي أنني زَوجُها، ولكن حصل مشكلة في الصفحة واختفى اسمي من صفحة زوجتي، وأصبحنا لا نستطيع التواصل عن طريق الفيسبوك.
وأنا أكلمها قلت لها: «أنت تقريبًا ضغطي في إعدادات الصفحة الخاصة بك على زر (الانفصال)، أو زر (مطلقة) عن طريق الخطأ وبالتالي تم حذف بياناتي من صفحتك».
وبعد أن قلت هذه الجملة انتابني الخوف والوسواس في الطلاق وظللت أفكر بشدة؛ حيث أنني مريض بالوسواس القهري.
وأثناء تفكيري في ذلك ومراجعتي للموقف والكلام الذي قلته حيث كنت أريد أن أتأكد هل أنا نطقت هذه الكلمات أم لا- شعرت أنني رددت كلمة (مطلقة) مرة أخرى.
فهل يقع شيء بسبب قولي؟ وهل ترديدي لكلمة (مطلقة) مرة أخرى أثناء تفكيري فيما حدث بسبب شدة الوسواس وقلقي وخوفي مما حدث يقع به شيء؟
مع العلم أنني لم أكن أفكر أبدًا في الطلاق، ولكني للأسف عندما تأتي أيُّ كلمة متعلقة بالفراق أو الطلاق أو الانفصال تنتابني حالةٌ شديدة من الوسواس في الطلاق.
وهل يقع شيء بسبب شعوري بترديد كلمة (مطلقة) مرة أخرى، أثناء رغبتي في التأكد هل أنا قلتها في المرة الأولى أم لا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يقع شيء بسبب ذكرك لهذه الكلمة، فقد كان ذكرك لها في مقام الاستفصال من زوجتك عن حقيقة ما جرى، ولم يكن السياق سياقَ مشاحة ومغاضبة وسعي إلى الطلاق.
والطلاق يا بني لا يقعُ بالتخيُّلات ولا بأحاديث النفس، فإن العصمة الزوجية الثابتة بيقين لا تزولُ بمثل هذه الوساوس والهواجس، فإن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم به(1).
فألق هذه الوساوس جانبًا واطرحها وراءَ ظهرك، لا تلتفت إليها ولا تُقِم لها وزنًا ولا تلق لها بالًا، واستمتع بعبادتك لربك بعيدًا عن هذه الأوجاع. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الطلاق» باب «الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون» حديث (5269)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب» حديث (127) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend