معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الآجال وأنها لا تتغير

شيوخنا الأفاضل، أفيدوني في معنى هذا الحديث الشريف، هل مدلوله نهي سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عن عدم الدعاء بطول العمر؟ وجزاكم وإياي الجنة.
الحديث: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحجاج بن الشاعر واللفظ لحجاجٍ قال إسحاق: أخبرنا. وقال حجاج: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري، عن معرور بن سويد، عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ الله أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ لَكَانَ خَيْرًا لَكِ». قال: فقال رجل: يا رسول الله، القردة والخنازير هي مما مسخ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا فَيَجْعَلُ لَـهُمْ نَسْلًا، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْـخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ». رواه مسلم.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الآجال والأرزاق مقسومة ومقدرة عند الله عز وجل، ولا ينافي ذلك التماسها بالأسباب المشروعة، ومن بينها الدعاء، بل إن الدعاء على رأسها وفي مقدمتها؛ لأنه طلب ممَّن بيده ملكوت كل شيء، أما هذا الحديث الذي يوهم ظاهره أن التماس طول العمر بالدعاء غير مشروع فله توجيهان:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم بالوحي أن أعمار الذين دعت لهم أم حبيبة لن يزاد عليها بدعائها، فنهاها عن ذلك لذلك.
الثاني: أنه قصد أن يُرشدها إلى ما هو خير لها وأفضل من أن تدعو بزيادة الأعمار والتمتع بها في الدنيا، وهو الدعاء بالنجاة من عذاب النار وعذاب القبر. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend