حكم حديث: «النساء حبالات الشياطين»؟

شيوخنا الكرام أود أن أسأل عن مضمون هذا الحديث: «النِّسَاءُ حِبَالَاتُ الشَّيَاطِينِ». هل هو صحيح؟ وما معناه؟ فلقد بحثت عنه فلم أجد له أثرًا.
سؤال آخر: كانت أخت في الله اشتكت لي من ثقل أعباء شغل البيت عليها وتربية الأطفال، فقلت لها ما قال سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة ل أن تسبح 33 مرة وتحمد 33 مرة وتكبر 34، وقلت لها: «والله ما فعلتها إلا يسَّر الله علي شغل البيت». فأجابتني: اتقي الله، هذا في الليل فقط، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ…» إلى آخر الحديث، فسكت وتعجبت وقلت: لعلها على حق ألا يجوز هذا، ولكن أنا مستغربة لهذا، أفيدونا جزاكم الله خيرًا، وجعل الجنة مثواي ومثواكم. أختكم من كندا.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد جاء في «كشف الخفا» للعجلوني بالنسبة لهذا الحديث ما يلي:
1530- الشباب شعبة من الجنون، والنساء حبالة الشيطان‏.‏ وفي رواية «حبائل» جمع حِبَالة بالكسر، وهي ما يُصاد به من أي شيء كان. رواه أبو نعيم عن أبي ابن مسعود والديلمي عن عبد الله بن عامر، وعقبة بن عامر في حديث طويل، والتيمي في «ترغيبه» عن زيد بن خالد الجهني، كلهم مرفوعًا، ولا ينافيه ما جاء عن سفيان الثوري من قوله: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّمَا الْـخَيْرُ فِي الشَّبَابِ، لِكَوْنِهِ مَحَلًّا لِلْقُوَّةِ وَالنَّشَاطِ غَالِبًا». ومن شواهد هذا الحديث حديث: «عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ شَابٍّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ». وقال ابن الغرس: الحديث حسن، وإنما جعله شعبة من الجنون؛ لأن الجنون يزيل العقل، وكذلك الشباب قد يسرع إلى قلة العقل لما فيه من الميل إلى الشهوات والإقدام على المضار، ولذا أنشدوا‏:‏
سَكَرَاتٌ خَمْسٌ إِذَا سَكِرَ الْـمَرْ
ءُ بِهَا صَارَ ضِحْكَةً لِلزَّمَانِ

سَكْرَةُ الْـحِرْصِ وَالْـحَدَاثَةِ وَالْعِشْـ
ـقِ وَسُكْرُ الشَّرَابِ وَالسُّلْطَانِ

‏أما معنى ما ذكر في الحديث من النساء حبالة الشيطان‏: أي مصائده وفخوخه، واحدها حِبالة بالكسر، وهي ما يُصاد بها من أي شيء، وقيل: ما أيس الشيطان من آدمي من قبل النساء.
أما ما جاء في الذكر والاستعانة به بدلًا من الخادم، فإن المرأة إذا أوت مجهدة إلى فراشها ليلًا فذكرت الله تعالى، فإن ذلك يذهب عنها إن شاء الله آلام الكدح، ويهيئها لاستقبال أنسها مع زوجها بنفس راضية مطمئنة كما يهيئها لاستقبال يوم جديد بنفس راضية مطمئنة كذلك بإذن الله، ولكن ذلك إنما يكون على قدر ما وقر في النفس من الإيمان بالغيب والثقة بوعد الله عز وجل وتصديق نبيه صلى الله عليه وسلم. ونسأل الله التوفيق للجميع. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend