استقذار شيء من المباحات

ما معنى بغض شيء من الدِّين؟ وهل يجوز استقذار شيءٍ مباحٍ لأن الشَّخص يُفضِّل أمرًا آخر مباحًا؟

فإنه لما بلغني أنه يجوز للرجل مصُّ ثدي امرأته وشرب لبنها استقذرت هذا الفعل، وبعدها مباشرة خشيت أن يكون اسقذاري هذا بُغضًا، فغيَّرت رأيي وأحببت ذلك ونطقت بالشَّهادتين، وندمت وعزمت على عدم الاستقذار لهذا المباح ثانية.
الحقيقة أنني تبتُ احتياطًا لأنني لم أعرف إن كان هذا بُغضًا أم أمرًا عاديًّا، وأخشى أن تَحْبَط جميعُ أعمالي. فهل توبتي هذه مشروعة؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الكُره الجِبِلِّيَّ الغريزيَّ لشيءٍ من المباحات لا حرج فيه، وإنما يكون الحرجُ إذا كرهت إباحة الشَّارع له، وقد كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم  إذا أحبَّ شيئًا من الطَّعام أكله، وإذا كرهه تركه(1)، فكان يحب ويكره، وتَرَك أكلَ الضَّبِّ ليس تحريمًا له، ولكن لأنه ليس من طعام قومه فعافَتْه نفسُه(2).
وتجديد التَّوبة أمرٌ حسن، ولكن يبدو أنك تعاني قدرًا من الوسوسة أعانك الله عليها وعافاك منها. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأطعمة» باب «ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم  طعامًا» حديث (5409)، ومسلم في كتاب «الأشربة» باب «لا يعيب الطعام» حديث (2064)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  طعامًا قط كان إذا اشتهى شيئًا أكلَه وإن كرهه تركه.
(2) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأطعمة» باب «ما كان النبي صلى الله عليه وسلم  لا يأكل حتى يسمى له فيعلم ما هو» حديث (5391)، ومسلم في كتاب «الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان» باب «إباحة الضب» حديث (1945) من حديث ابن عباس ب قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  بيت ميمونة، فأُتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم  بيده، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم  بما يريد أن يأكل، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم  يده، فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ قال: «لَا وَلَكِنَّهُ لَـمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ». قال خالد: فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم  ينظر.

تاريخ النشر : 19 أغسطس, 2017
التصنيفات الموضوعية:   09 نواقض الإيمان.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend