الاختلاط مع غير المسلمين مع وجود مخالفات

ما هو حكم الاختلاط في المجتمع؟ علمًا أن معظمَ المجتمعات تحتوي على خمرٍ وما شابه ذلك، ولا يخفى عليكم طبيعة المجتمعات في كندا وأمريكا. بارك اللهُ فيكم.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الذي يُخالط النَّاس ويصبر على أذاهم ويدعوهم إلى الله عز وجل خيرٌ من الذي لا يخالط النَّاس ولا يصبرعلى أذاهم(1).
ولا يُقصد بالمخالطة للنَّاس مُخالطتهم وهم يتلبَّسون بهذه الفواحش والـمُنكَرات؛ فقد قال تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء: 140]، بل يُعتزلون حالَ تلبُّسهم بهذه الـمُنكَرات، اللَّهُمَّ إلا أمر بالمعروف أو نهي عن الـمُنكَر، وتكون مخالطتهم فيما سوى ذلك مما تقتضيه أمور المعاش أو أمور الدَّعْوة والاحتساب. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (2/43) حديث (5022)، والترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة الحوض» حديث (2507)، وابن ماجه في كتاب «الفتن» باب «الصبر على البلاء» حديث (4032) من حديث ابن عمر ب قال: قال رسول الله ﷺ: «الْـمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْـمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ». وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (939).

تاريخ النشر : 13 أغسطس, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend