استقبال الإمام متبرجات من غير المسلمين في المسجد

تحية طيبة من عند الله مباركة، يا فضيلة الشيخ.
أفتنا في وُفود من غير المسلمين، وهم من الرجال والنساء المتبرجات بالزينة، وفيهم جميلات، ويُظهرهن مفاتنَ أجسادهن، ويتمُّ استقبالهم والاجتماع بهم في قاعة الصلاة الرئيسية للرجال بحُجَّة تعريفهم بالإسلام، وقد أخبرنا الإمام بأن ذلك من المختلف عليه بحسب فتواك، وأنت تعلم يا شيخ أن الإنسان ضعيفٌ والنساء فتنةٌ. فهل يصح جلبها لنا في المسجد وفي بيته المعظم؟ وهل تعظيم المساجد من تعظيم حرمات الله؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأشكر لك غَيْرَتك على الحرمات، وسعيك لتعظيم شعائر الله، زادك الله هدى وتقى.
وأود التنبيهُ إلى أن هذه القضية وأمثالَها من التراتيب الدعوية التي تدورُ في فلك الموازنة بين المصالح والمفاسد، وتختلف فيها الفتوى باختلاف الزمان والمكان والظروف والأحوال، ولا يعني وجودُ رخصةٍ فيها استصحابَ هذا الترخُّص دائمًا مهما كانت المفاسد المقابلة، فإن مبنى الشريعة على تحقيقِ خير الخَيْرين ودفع شرِّ الشرَّيْن، وإنما يجلسُ أهلُ الحَلِّ والعقد في المسجد ويأتمرون بينهم بمعروف، ويستلهمون اللهَ الرشد، وما اشْتَوَرَ قومٌ في أمر قط إلا هُدُوا إلى أرشدِ أمرهم. وفقنا الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend