سماع الأغاني وسماع الموسيقى الهادئة

هل يجوز استماع الأغاني العادية بعد أداء الفروض الدينية مثل الصلاة بهدف الترويح عن النفس، وليست مصاحبة لأي معاصٍ أخرى مثل الرقص أو شرب الكحول؟ وما حكم سماع مجرد الموسيقى الهادئة بدون أغان، مثل موسيقى الجيتار أو البيانو بدون كلمات، هل هو حرام أم حلال؟ شكرًا جزيلًا.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الموسيقى والأغاني التي تتحدث عنها هي مزامير الشيطان، ومما ينبت النفاق في القلب ويصدُّ عن ذكر الله ويقسِّي القلب ويزهده في سماع كلام الله عز وجل، فالغناء رقية الزنى ومنبت النفاق وشرك الشيطان وخمرة العقل، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه، فإن الآيات تضمنت ذم من استبدل لهو الحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا، وإذا يتلى عليه القرآن ولى مدبرًا كأن لم يسمعه كأن في أذنيه وقرًا، وهو الثقل والصمم، وإذا علم منه شيئًا استهزأ به، فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظم الناس كفرًا وإن وقع بعضه للمغنين ومستمعيهم فلهم حصة ونصيب من هذا الذم، فابتعد عنها بارك الله فيك.
ومن أدلة تحريم الغناء قول الله تعالى في سورة لقمان: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [لقمان: 6].
قال ابن عباس ب: لهو الحديث: الباطل والغناء.
وقال مجاهد :: اللهو: الطبل.
وقال الحسن البصري :: نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير.
وقوله تعالى: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا [الإسراء: 64].
عن مجاهد : قال: استنزل منهم من استطعت، قال: وصوته: الغناء والباطل. ونسأل الله لك التوفيق والهداية، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   14 متنوعات

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend