معنى الحسد، وماذا يفعل إذا خاف على نفسه منه؟


كيف يمكن أن تحسد الأم ابنها؟ وهل من أسباب الحسد أن يتمنى الحاسد زوال الشيء من الشخص الذي يحسده؟ وما الذي يجب أن نقوله عندما نرى شيئًا يعجبنا؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن أصل الحسد: هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها، وهو حرام بكل حال. وأما الغبطة فهو أن ترى النعمة على أخيك فلا تكره وجودها ولا تحب زوالها عنه، بل تتمنى من الله أن يرزقك مثلها وليس في ذلك ما يأثم عليه، هذا وإن أول خطيئة في الكون كانت الحسد، حسد إبليس آدم عليه السلام على مرتبته فأبى أن يسجد له فحمله الحسد على معصية الله، ثم تلا ذلك ما كان من ابن آدم فقد قتل أخاه حين حسده.
ويرى أبو بكر الرازي أن الحسد يتولد من اجتماع البخل والشره في النفس، وهو شر من البخل، فالبخيل لا يحب أن يمنح أحدًا شيئًا مما يملكه، أما الحسود فإنه يتمنى ألا ينال أحد خيرًا أصلًا، ولو كان الخير ليس مما يملكه هو.
هذا ويعسر القول بأن الأم تحسد ابنها لأن الشفقة الطبيعية تمنعها من ذلك إلا إذا كنا أمام حالة مرضية مستعصية.
وإذا خاف الإنسان من نفسه الحسد إذا رأى شيئًا أعجبه أن يدعو لصاحبه بالبركة، فقد ثبت من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل، فقال: لم أر كاليوم، ولا جلد مُخبَّأة! فما لبث أن لُبِطَ به فأُتِي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلًا صريعًا قال: «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قالوا: عامر بن ربيعة. قال: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟! إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ». ثم دعا بماء فأمر عامرًا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه. قال سفيان: قال معمر عن الزهري: وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه( ). ونسأل الله الهداية للجميع، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend