وسواس الموت

أنا عندي وسواس الموت يقهرني، ولا يتركني أدرس. كيف أتخلص منه؟ جزاك الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الموت حق، بل ما رأينا حقًّا أشبه بباطل من الموت، ومن أراد واعظًا فالموت يكفيه، والعمر يا بني أنفاس معدودة، وآجال محدودة، { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } [الأعراف: 34].
ولكن هذا لا يعني أن يستبدَّ بنا اليأس، فنتخلى عن واجبنا في عمارة الأرض بحجة انتظار الموت، فإن عمارة الأرض عبادة الله عز وجل، على أن تبتغي فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا(1).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ»(2).
فما تعاني منه يا بني يُعالَج بالعلم الصحيح، وبالرفقة الصالحة التي تعينك على الرشد، وبصدق الضراعة إلى الله عز وجل أن يلهمك رشدك، وأن يصرف عنك السوء، وأن يجعلك من عباده المخلصين. ولا يزال لسانك يا بني رطبًا بذكر الله(3).
وأسأل الله أن يرزقنا وإياك الهدى والتقى. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) قال تعالى:{ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].

(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/191) حديث (13004) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (4/ 63) وعزاه للبزار من حديث أنس وقال: «رواه البزار ورجاله أثبات ثقات».

(3) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (4/ 188) حديث (17716) ، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «ما جاء في فضل الذكر» حديث (3375) من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه: أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله». وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   03 الجنائز, 07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend