عقوبة جميع العاملين من أجل سرقة أحدهم!!

السلام عليكم ورحمة الله دكتور صلاح نحبك فى الله حدث عجز فى احد المحلات بعد الجرد قيمته 2000جنيه سببه سرقه من احد العاملين هذا الامر متكرر وكان صاحب العمل يخصم هذه القيمة من مرتبات العاملين جميعا بالتساوى ونظرا لتكرر الامر فقرر ان يخصم المبلغ كامل من كل موظف وذلك ردعا للسارق وان سرقته لان تؤتى نفعها ولكن هذا الامر فيه اجحاف لجميع الموظفين فهل لصاحب العمل الحق فى ذلك وهل ما فعله جائز وهو رجل صالح ولكنه يريد الحفاظ على ماله بارك الله فيكم

الإجابة 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فلقد تقرر في كل الشرائع انه لا تزر وازرة وزر اخرى، فقال تعالى ( أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى أن لا تزر وازرة وزر أخرى )

وما الفرق إذن بين هذا المنطق الذي مارسه هذا الرجل الصالح ومنطق الطغاة الذي يذهبون للقبض على متهم فيأخذون بدلا منه زوجته وأولاده وقد يأخذون أمه وأباه؟!! وقد قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام ( معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون)

إن هذا ليذكرني بما روي من أنه أدخل  على الحجاج بن يوسف الثقفي رجل مُقَيّد، فقال له الحجاج : ما شأنُكَ يا هذا ؟ فقال الرجل : أصلح الله الأمير، أرعني سمعك، واغضض عني بصرك، واكفف عني سيفك، فإن سمعت خطأ أو زللاً دونك والعقوبة. قال : قل . فقال : عصى عاصٍ مِن عُرض العشيرة ؛ فحُلِّقَ على اسمي (أي جُعلت حلقةٌ على اسمه في الدولة، أي وُضع في القائمة السوداء)، وهُدِّمَ منزلي، وحُرِمتُ عطائي!  قال الحجاج : هيهات هيهات، أو ما سمعت قول الشاعر :

جانيك من يجني عليك وربما– تعدي الصحاحَ مباركُ الجُربِ

ولَربَ مأخوذ بذنب عَشيرة — ونَجا المقارفُ صاحب الذنبِ

قال الرجل : أصلح الله الامير، ولكني سمعت الله عز وجل يقول غير هذا! قال : وما ذاك ؟ قال : قال عز وجل “ياأيها العزيزُ إن له أباً شيخاً كبيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مكانهُ إنًا نَراك مِن المُحسنين، قال معاذ اللهِ أنْ نأخُذَ إلا مَن وَجدنا مَتاعَنا عِندهُ إنًا إذاً لظالمون”. فقال الحجاج : عَليَّ بيزيد بن أبي مسلم، فمثل بين يديه. فقال له : افكُك لهذا عن اسمه، واصكك له بعطاء، وابن له منزله، ومُر منادياً ينادي: صدق الله وكذب الشاعر .

الخلاصة أن هذا الذي يجري لا يحل، وليس هذا مسلك الصالحين، وعليه أن يبحث عن طرق أخرى مشروعة للمحافظة على أمواله، وفق الله الجميع لما يحبه  ويرضاه، والله تعالى أعلى وأعلم

تاريخ النشر : 05 فبراير, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend